التسهيل لعلوم التنزيل [كتاب مطبوع] /
تأليف محمد بن أحمد بن جزي الكلبي الأندلسي الغرناطي ؛ تحقيق علي بن حمد الصالحي.
- الطبعة الاولي
- مكة المكرمة دار طيبة الخضراء 2018 2018
- 611 صفحة ؛ 24 سم
معه تقريرات للشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك على المواضع المشكلة في العقيدة والسلوك
هذا الكتاب في تفسير القرآن العظيم، وسائر ما يتعلق به من العلوم، وقد سلك المؤلف به مسلكًا نافعًا، إذ جعله وجيزًا جامعًا، قصد به أربع مقاصد، تتضمن أربع فوائد: الفائدة الأولى: جمع كثير من العلم في كتاب صغير الحجم؛ تسهيلا على الطالبين، وتقريبا على الراغبين، فلقد احتوى هذا الكتاب على ما تضمنته الدواوين الطويلة من العلم، ولكن بعد تلخيصها وتمحيصها، وتنقيح فصولها، وحذف حشوها وفضولها، ولقد أودعه من كل فن من فنون علوم القرآن اللباب المرغوب فيه، دون القشر المرغوب عنه، من غير إفراط ولا تفريط، ثم إنه عزم على إيجاز العبارة، وإفراط الاختصار، وترك التطويل والتكرار. الفائدة الثانية: ذكر نكت عجيبة، وفوائد غريبة، قلما توجد في كتاب؛ لأنها من بنات صدره، ونتائج فكره، أو مما أخذه عن شيوخه، أو مما التقطته من مستظرفات النوادر، الواقعة في غرائب الدفاتر. الفائدة الثالثة: إيضاح المشكلات؛ إما بحل العقد المقفلات، وإما بحسن العبارة، ورفع الاحتمالات، وبيان المجملات. الفائدة الرابعة: تحقيق أقوال المفسرين، والتفرقة بين السقيم منها والصحيح، وتمييز الراجح من المرجوح. وقد ابتدأ ابن جزي تفسيره بذكر مقدمتين في غاية النفاسة، جعل المقدمة الأولى في اثني عشر بابًا: الباب الأول: في نزول القرآن، وجمعه في المصحف، ونقطه، وتحزيبه، وتعشيره، وذكر أسمائه. الباب الثاني: في السور المكية والمدنية. الباب الثالث: في المعاني والعلوم التي تضمنها القرآن. الباب الرابع: في فنون العلوم التي تتعلق بالقرآن. الباب الخامس: في أسباب الخلاف بين المفسرين والوجوه التي نرجح بها بين أقوالهم. الباب السادس: في ذكر المفسرين. الباب السابع: في الناسخ والمنسوخ. الباب الثامن: في جوامع القراءات الباب التاسع في المواقف. الباب العاشر: في الفصاحة والبلاغة وأدوات البيان. الباب الحادي عشر: في إعجاز القرآن وإقامة الدليل على أنه من عند الله تعالى. الباب الثاني عشر: في فضائل القرآن. وجعل المقدمة الثانية في غريب القرآن، وذكر فيها الكلمات الغريبة التي ترد في موضعين فأكثر من القرآن، فجمعها في موضع واحد، ورتبها على حروف المعجم؛ لتسهل مراجعتها. وطريقته في تفسير الآية: أنه يذكر رأس الآية، أو الجملة التي تحتاج إلى بيان في الآية ثم يذكر سبب نزولها إن كان، ويشرح غريبها، وتصاريف الكلمات التي فيها إن اقتضت الحاجة ذكرها، ويبين إعرابها إن كان إعرابها مشكلاً، أو كان فيها أوجه إعرابية، ويذكر المعنى على كل وجه إعرابي، ويذكر المعنى الإجمالي للآية، ومقصدها، وهو لا يسير في ذلك على ترتيب واحد في تفسيره للآيات، فأحيانًا يبدأ بشرح الغريب، ثم ذكر الإعراب، ثم ذكر المعنى الإجمالي، ثم ذكر المقصد، وأحيانا يذكر المعنى الإجمالي ثم الإعراب، ثم يشرح الغريب، وأحيانا يبدأ بذكر سبب النزول وأحيانًا يؤخره، وهكذا... وتعرض في أثناء تفسيره إلى مقامات السلوك والسير إلى الله تعالى والدار الآخرة، وقد تكلم على اثني عشر مقامًا، بحسب المناسبة التي تعرض له، واعتنى في تفسيره بعلم البلاغة والبيان، وأجاد في توظيف مختلف العلوم؛ من لغة ونحو وتصريف وبلاغة وأصول فقه وغيرها. وقد اهتم محقق هذه الطبعة (طبعة دار طيبة الخضراء بمكة) بإخراج النص سليمًا من التصحيف والتحريف، وقدَّم له بمقدمة عرف فيها بالمفسر ابن جزي، وبكتابه التسهيل لعلوم التنزيل، وعمله فيه، والنسخ التي اعتمد عليها في تحقيقه، وحلَّى جِيْدَ هذه الطبعة من الكتاب تعليقات نفيسة، وتقريرات فريدة، لفضيلة الشيخ العلامة عبد الرحمن بن ناصر البراك؛ على المواضع المشكلة في العقيدة والسلوك.