النبأ العظيم : نظرات جديدة في القرآن /
تأليف محمد عبد الله دراز.
- الطبعة الاولي.
- القاهرة : دار الغد الجديد، 2017. 2017.
- 224 صفحة ؛ 17×24 سم
هذا كتاب في نعت كتاب الله وبيان خصائصه، وإثبات أنه من عند الله تعالى، وقد جعل المؤلف ذلك في بحثين: البحث الأول: تحدث فيه عن تحديد معنى القرآن، والمعنى اللغوي والاشتقاقي لكلمتي القرآن والكتاب مع بيان سر هذه التسمية، والفرق بينه وبين الحديث القدسي، وسر اختصاص القرآن بالخلود، وعدم التحريف. والبحث الثاني: في بيان مصدر القرآن، وإثبات أنه من عند الله بلفظه ومعناه. وأورد فيه أدلة من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم على أن القرآن لم يصدر عنه، وأنه لم يأت به من تلقاء نفسه، وهي: فترة الوحي في حادث الإفك، ومخالفة القرآن لطبع الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وعتابه الشديد له في المسائل المباحة، وتوقف الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -أحيانًا- في فهم مغزى النص حتى يأتيه البيان، وموقف الرسول -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من قضية المحاسبة على النيات، ومسلكه في قضية الحديبية، ومنهجه في كيفية تلقي النص، أول عهده بالوحي، وذكر طرفًا من سيرته العامة؛ فذكر أنه يتبرأ من علم الغيب، ولا يظهر خلاف ما يبطن، وخوفه من التقول على الله، وأنه لا يدري ماذا سيكون حظه عند الله. ثم جعل البحث عن مصدر القرآن على مراحل المرحلة الأولى: هل كان هذا النبي الأمي صلوات الله عليه أهلاً بمقتضى وسائله العلمية لأن تجيش نفسه بالمعاني القرآنية؟ ثم بيَّن أن الحقائق الدينية الغيبية لا سبيل للعقل إليها، وأن أنباء المستقبل قد تستنبط بالمقايسة الظنية، ولكنها لا سبيل فيها لليقين إلا بالوحي الصادق، وذكر أمثلة من النبوءات القرآنية: - فيما يتعلق بمستقبل الإسلام وكتابه ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. - فيما يتصل بمستقبل المؤمنين. - فيما يتصل بمستقبل المعاندين. والمرحلة الثانية من البحث: بيان أن محمدًا -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لا بد أن يكون أخذ القرآن عن معلم، والبحث في الأوساط البشرية عن ذلك المعلم؛ أما بين الأميين: فلا يكون الجهل مصدرًا للعلم، وأما بين أهل العلم فموقف محمد -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- من العلماء موقف المصحح لما حرفوا، الكاشف لما كتموا، وطلب ممن زعم أن له معلمًا من البشر أن يسميه، وبين حيرة المعاندين واضطرابهم في الجدل قديمًا وحديثًا بنسبتهم القرآن إلى تعليم البشر وإلى أن يكون إيحاء ذاتيًا من نفس محمد صلى الله عليه وسلم، وأن هذا أصل نظرية الوحي النفسي فليست جديدة. والمرحلة الثالثة من البحث: البحث في ظروف الوحي وملابساته الخاصة عن مصدر القرآن، وفيها الكلام على ظاهرة الوحي وتحليل عوارضها، واستئناس بما كشفه العلم في العصور الحاضرة؛ من إمكان التخاطب بين اثنين يكون أحدهما في أقصى المشرق والآخر في أقصى المغرب، ولا يرى من يكون عند المخاطب من يخاطبه، وذلك بواسطة جهاز الهاتف. ورابع المراحل: البحث في جوهر القرآن نفسه عن حقيقة مصدره، وفي هذه المرحلة تفرع بالحديث عن النواحي الثلاث للإعجاز: من ناحية أسلوبه، أو من ناحية علومه، أو من ناحية الأثر الذي أحدثه في العالَم وغير به وجه التاريخ، أو من تلك النواحي مجتمعة. وفي هذا السياق تحدث عن أن القرآن معجزة لغوية مستقصيًا الشبه الحائمة حول هذه القضية ماحيًا لها واحدة واحدة. لينتقل إلى مبحث جمالي ذوقي لصيق بالقرآن الكريم، وخصيصة من خصائصه الصوتية، وأسلوب من أساليبه البديعة الإعجازية، واضعا إياه تحت عنوان: "نظرتان في القشرة السطحية للفظ القرآن" أجملها في الآتي: 1- الجمال التوقيعي في توزيع حركاته وسكناته، ومدّاته وغنّاته. 2- الجمال التنسيقي في رصف حروفه وتأليفها من مجموعات مؤتلفة مختلفة. وبعد هذا العرض تحدث عن "خصائص القرآن البيانية". ثم عرض نموذجًا على تماسك بنيان القرآن وإحكامه وتناسب حِلقه من خلال سورة البقرة. وهو تطبيق إجرائي دقيق لمباحث هذا الكتاب، صوّره مؤلفه تطبيقيا على أجزاء سورة البقرة وعلى وحداتها الموضوعية وتناسقها البياني البديع، ليتمثّل لنا عمليا ما دوّنه في كتابه وسطّره في بحثه.